محمد الدراجي .. امام .. في ذمة الله !!
2020/07/14
 
115

حسين الذكر

 

كلما دهمتنا قوى التطرف والتفرقة والتشرذم الساعية الى تشتيت بيت الامة الإسلامية وخراب ديارهم ... احن الى خطابات الشيخ المرحوم الوائلي الذي نعيش ذكرى رحيله هذه الأيام بعد ان كان صوتا للاسلام المحمدي الأصيل وخطيبا صادحا مشرفا للمنبر الحسيني في احلك ظروفه .. ففيما كانت عقود حرب الخليج الأولى والثانية ... وتداعياتها تنخر جسد الامة وتغذى من قبل قوى الشر والظلام .. كنا في العراق نلتف حول المذياع ننتظر استماع محاضرات الدكتور الوائلي بخطابه المعرفي المعتدل بما يحمله من مفاهيم ورؤى وثقافة تعد مهمة جدا في وقت الشمولية وكتم الانفاس وخنق الأصوات .. وقد أدى ما عليه وغادر لجوار ربه يوم 13- تموز – 2003 .. بعد ان أدى رسالته وتكليفه الشرعي ودوره الوطني والإنساني ..

في عز يوم من أيام الحصار والضيم التسعيني كنت بطريقي لتحمل أعباء الحياة وتوفير لقمة العيش الشريف للاسرة في ظل أيام اقتصادية عصيبة وامنية لا تطاق . وقد شاهدت الناس محتشدة في باب المسجد المحمدي بما يدعوا للعجب بسبب الظروف الأمنية ومنع التجمعات .. وحينما سالت .. تبين انهم ينتظرون جنازة امام الحسينة الشيخ نعمان الربيعي الذي كان امام زينا صامتا يؤدي واجبه وتكليفه وتوجيه الناس في محنة ضاربة بعمق الامة ...فوقفت مع الجموع المحتشدة بعد اعلان تشيعيه عبر مكبرات المآذن في يوم مشهود في مدينتنا حضر تشيعيه ومشى خلفه من الحسينية المحمدية حتى الجامع العلوي الاف من أبناء المدينة من السنة و الشيعة الذين احبوا الشيخ ولم يذكروا عنه الا ما يطيب ذكره ويدعوا ويغفر له ..

قبل ايام عدت الى البيت متعبا حزينا من وقائع وتداعيات الجاحئة الكورونية وما الحقته بنا من فواجع .. التي زادت فيها مآسي ومتاعب الناس في ظل فساد عام وخراب شامل وامل تلاشى الا من رحمة الله جل وعلا بعد هدم بنيتنا وبيئتنا الخدماتية والاجتماعية والحضارية .. وفيما كنت افكر بضحايا الجائحة ومتاعب الفقراء والوضع الاقتصادي والسياس والامني المخيم على العراقيين جميعا .. سمعت في اول الليل ناعيا شجيا ابكاني بحرقة واسى لصوته الرخيم وابياته الشعرية المعبرة عن حزن عام زادت وتيرة انهمار الدمع واعتصار النفس سيما بعد ان عرفت انه ينعى سماحة الشيخ محمد الدراجي الذي كان يؤم صلاة الجماعة ويدير شؤون المسجد الحسيني في مدينتنا منذ السبعينات باحلك الظروف الأمنية والاقتصادية والرقابية .... ومن ثم أيام الحصار واعتصارها القهري ... حتى تداعيات ما بعد 2003 وما حملته من إرهاب وحرب طاحنة وتهجير واغتيالات وتعدي على المصالح العامة والخاصة .. وقد ظل سماحة الشيخ الفقيد ( رحمه الله ) طوال تلك السنين التي عرفه بها الناس اماما معتدلا هادئا يؤدي واجباته الدينية ومتطلبات الخدمات الاجتماعية التي ظلت أمانة في عنقه لم يتخلى عنها حتى بعد افتراشه صريعا تحت وقع المرض بعد ان تولى ابنه الشيخ عبد الخالق مسؤولياته حرصا على بقاء خط الشيخ الدراجي قائما .. خلال خمسين عام لم يسجل عليه سكنت المنطقة والمصلين أي شائبة او كلام ما ... الا الخير الذي عرفوه به حيث اذ ظل وفيا لاداء واجبه وتكليفه .. كان مصداقا لقول الامام الصادق ع : ( كونوا زين لنا ولا تكونا شين علينا ) .. رحم الله امة الإسلام ورجالها المخلصين ممن امنوا بدين محمد ( ص) ونذروا نفسهم في سبيل أداء الرسالة وخدمة الناس .. التي هي اس تعريف الإسلام حيث قال المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى اله وصحبه الاطهار :( خير الناس من نفع الناس ) .

الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟