الطب .. تجارة ام سفارة !!
2020/07/12
 
103
حسين الذكر

العهد الكوروني ضارب باعماق الامة ومعطل ادواتها الرقابية الا ما رحم ربي .. سيما في ظل مؤسسات غدت حزبية اكثر من كونها حكومية جراء المحاصصة المقيتة والطائفية والقومية والفوضوية والعبثية التي عاث بها المستولون على المناصب كانها مغانم ومكاسب وكعكة قسمت وفقا لحصص واجهتها انتخابية وحقيقتها استحواذية حولت المؤسسة صيد لهم ولمن هو قريب منهم حتى عشعشوا وعاثوا بها لدرجة انهكوا الدائرة واوصلوها الى الإنتاجية الصفرية او دون ذلك بعد ان تمكنوا من ازاحة وابعاد اهل الاختصاص وفرض من هم اقرب للارادة الحزبية المهيمنة على الشارع والمؤسسات منذ ردحا تجاوز عقد ونصف من زمن كان العراقيون ينتظرون فيه تغيير موبقات مرحلة سميت بالدكتاتورية واذا بهم يسقطون في اتون فساد الديمقراطية ..
بعض برنامجي اليومي الذي اطبقه منذ مصيبة ( كوفيد ) ، استلهمته من الوصايا الطبية والعلمية المنشورة كضرورة الجلوس متباعد في حدائق عامة لغرض تنفس اوكسجين نقي والمشي لساعة والتعرض للشمس وقت معين ، فضلا عن النظافة والاهتمام بنوعيات الاكل والاحتراز والكمامة والقفازات وتقوية الجهاز المناعي وحمايته بكل صورة .. وقد كان لي صديق كبير السن يرافقني في اغلب مشاويري انقطع مؤخرا عني خوفا جراء تصاعد ارقام الإصابات وبث الرعب بنفوس العراقيين .. وقد اتصلت به .. فقال : ( اسف أستاذ أصبحت اخشى الإصابة سوف لن اخرج بعد الان .. ولكن ان اشاء الله قريبا تنتهي كورونا ونعاود السير معا ) .. فقلت له بتلقائية : ( مما تعلمته من قراءتي للواقع والتجارب الحياتية التي مر بها شعبنا العزيز وكذلك ما فهمته من عبر التاريخ المليء بالاجندات السياسية المقدمة على مصلحة الانسان ، نقطتان متاكد منهما جدا ، الأولى :- ان كورونا ليس كلها مرض فايروسي ظهر بصورة مفاجئة من تحولات الزمان والمكان ، بل ان اجندات سياسية عالمية كبرى لها تاثير بإدارة دفة المرض والإفادة من نتائجه بصور ما  قد لا نعيها الان .. لكن المستقبل كفيل باظهار ذلك للعلن او تبقى اسراره خفية ضمن ملفات مؤسسات الظلام الأبدية) . اما النقطة الثانية :  ان كورونا لم يصنع او يظهر لينتهي بسهولة او بوقت قريب منظور بل ان تبعاته واجراءاته وملفاته قد تشتبك بامور حياتية واجتماعية أخرى بعيدة تبقى عالقة - بطريقة ما - تتماشى مع مصلحة السياسيين وليس الشعوب ) .

شكى احدهم انه راجع قبل أيام طبيبا بعيادته الخاص في ظل مصيبة كورونا وتعطل اعمال الناس وتضررهم ماديا ونفسيا وصحيا ، وقد وجهه الطبيب الى عدد من الإجراءات ( تحليل بانواعه ثم سونار ... ) قبل إجراءات الفحص العام  .. ثم كتب قائمة دواء بوصفة تعدى ثمنها المائتين وخمسين الف دينار . يضيف المشتكي انه تفاجئ بالسعر ولكن خجله ونزول الطبيب معه الى الصيدلي جعله بموقف حرج اضطره دفع  المبلغ صاغرا صامتا كبقية خنوعنا اليومي في التعاطي مع ملفات حياتية متعددة ..) .. مضيفا : ( بعدها سالت عن سعر الوصفة في صيدلية أخرى ، فتبين ان ثمنها لا يتجاوز نصف ما سددته .. فاستوقفني الحال ودار راسي .. لم اعي ماذا جرى ولماذا هذا الفرق .. حتى همس احدهم باذني : (  لا تدوخ ان الطبيب شريك مع الصيدلي والمحلل والسونار ) ..
الاستبيان
برأيك ايهما افضل؟